ما هي الغيرة في علم النفس ؟

لماذا يشعر الرجل بأن عليه حماية شريكته من بقية الذكور ولماذا تشعر الأنثى أن عواطف زوجها يجب أن تكون حصريةً لها؟ كيف تؤثر هذه الغريزة في صياغة العادات والتقاليد السائدة في المجتمع؟ جميع الكائنات الحية تعيش في سبيل التكاثر والاستمرار عبر الأجيال. هذا هدف البقاء هو المحرك الأساس الذي يحدد غرائزنا وعادتنا وتصرفاتنا. كلنا يعرف أن أغلب الكائنات تتألف من زوجين (أنثى أو ذكر) لكن ما هو التعريف العلمي للأنثى والذكر؟

هل يُحَدد الجنس عن طريق الأعضاء التناسلية حصراً أم أنه يوجد معايير آخرى لتحديد الجنس؟
تعريف الأنثى والذكر:

لدى كلا الجنسين خلايا جنسية (بويضة / حيوانات منوية). هذه الخلايا هي ما يحدد جنس الكائن. الكائن ذو الخلايا الجنسية الأغلى يعتبر أنثى والكائن ذو الخلايا الجنسية الأرخص تعتبر ذكر. ما أعنيه بكلمة أغلى وأرخص هو من الناحية البيولوجية طبعاً.

البويضة ذان كميات محدودة جداً مقارنة مع الحيوانات المنوية وتستهلك كمية أكبر من الموارد الغذائية لكي يتم انتاجها. إذاً من الناحية الجينية لا يهم نوع الأعضاء التناسلية لتحديد الجنس وإنما القيمة البيولوجية للخلايا الجنسية.
هذا التعريف مبسط جداً ويختلف عما يسمى الهوية الجنسية إذ أن الهوية الجنسية تحدث في الدماغ وليس في الأعضاء التناسلية للكائن.
أيضاً يوجد التوجه الجنسي والذي يختلف عن الهوية الجنسية وليس مرتبط مع الأعضاء التناسيلة.
إذاً لدينا ٣ متغيرات عندما نتحدث عن الجنس (أعضاء تناسلية، هوية جنسية، توجه جنسي) لكن ضمن هذا المقال سأركز على الأعضاء التناسلية وأفترض أن التوجه الجنسي مغاير وأن الهوية الجنسية منسجمة مع الأعضاء التناسلية.

مثال للتوضيح: من الممكن أن يوجد شخص ذو أعضاء تناسلية ذكرية لكن هويته الجنسية أنثى وتوجهه الجنسي مغاير فنجده ينجذب إلى الذكور. لماذا ينجذب للذكور ولماذا هو ليس مثلي؟ لأن هوينه الجنسية أنثى والتوجه الجنسي المغاير للأنثى هو الإنجذاب نحو الذكور وتبقى الأعضاء التناسلية هي ما يخلط الأوراق للأخرين فيعتبرونه شخص مثلي.

*سأقوم بشرح هذا المحور بشكل مفصّل في مقال منفصل.
الإستثمار الجيني:

الاستثمار الجيني هي فكرة أساسية جداً في تفسير غريزة الغيرة لذلك أرجو التركيز عليها جيداً. عملية التكاثر تتم عبر تلاقح البويضة مع الحيوان المنوي. ما يحدث بعد هذا التلقيح مهم جداً لأن الموارد التي يحتاجها جسم الانثى هي أكبر بكثير من الموارد التي يحتاجها الذكر. في الحقيقة الذكر لا يحتاج أي موارد بعد عملية التلقيح ويستطيع تكرار العملية عدة مرات كل يوم مع إناث مختلفين لأن حيواناته المنوية رخيصة و متوفرة و ليس عليه أي أعباء بيولوجية بعد التلقيح. أما الانثى فبعد تلقيح بويضتها فعليها استثمار كم هائل من الموارد الغذائية لكي ينمو جنينها وعليها استثمار وقت طويل لا تستطيع خلاله من التكاثر.

هذا يعني أن الأنثى لديها استثمار أكبر من الناحية البيولوجية (بويضة) ومن الناحية الاقتصادية (موارد و وقت) و من حيث الفرصة البديلة للتكاثر. أي وقت تصرفه الأنثى أثناء الحمل هو وقت لا تستطيع خلاله الحمل من جديد على عكس الذكر الذي يستطيع الاستثمار بشكل يومي دون أعباء اضافية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

خمسة طرق لتحميل فيديوهات اليوتيوب بدون برامج

باقة من أفضل المواقع والأدوات على شبكة الانترنت،إكتشفها بنفسك ! (أكثر من 90 موقع )